الأحد، 4 مارس 2012

هـــدهـــدات - قصة قصيرة


للتو انتهت الكشف على الحالة ، ناولتها ( روشتة ) الدواء ثم شيعت مريضتها بابتسامة صفراء لا حياة فيها ، حررت قدميها ويديها قليلاً وألقت برأسها على مؤخرة الكرسي وأخذت تستنشق هواء الغرفة المشبع برائحة الأدوية .
- ياه .. الغرفة تحتضر اليوم .
دارت بالكرسي حول نفسها ، لمحت صورة طفل صغير مثبتة أمامها على جدار الغرفة .
استوقفتها الصورة ، أطلقت حماليق عينيها وبدت تلتلهمها في نهم ، دمعة مكظومة جثمت على أهدابها .
طرق خفيف على الباب ، فتاة تستأذن بالدخول ، اعتدت جالسة ثم أذنت لها .
- أرجوك يا دكتورة هل لي أتحدث قليلاً ؟
هزت رأسها بالموافقة .
- أنا فتاة في العشرين ربيعاً أبدو كالزهرة أليس كذلك ؟!
ابتسمت في تصنع مكشوف .
- لكنني ذابلة ، بالرغم من أنني أعيش وسط حديقة غناء ، أمي ، وأبي يكلآنني برعايتهما ، زوجي يتعذب من أجلي .
- مريضتنا مم تشكو ؟
- من طفلي ..
لسعتها الإجابة ، أفقدتها توازنها ، لم تكن تنتظره حبات العرق أخذت تحتشد على جبهته ، تحسست منديلها واستعادت هدوءها ثم بادرت قائلة :
- المعذرة يا سيدتي .. لم أفهم ؟
- ومن سيفهم إذن ؟ .. سنوات وأنا أنتظره على قارة حلم ، أشاهده أمسك به أطبع على جبهته المتوردة قبلة حارة إلثمه قبلات ، أهدهده لينام ..
- لكن ..
- لكنه حلم .. نعم إنه حلم ..
- سيدتي ..
- بل أنت سيدتي ، أنت منقذتي ..
إني أتشبث بك ، أقبل يديك ، سأدفع لك ما تريدين ، أرجوك جعلي من حلمي حقيقة ..
- لكنني لا أخلق الأطفال .. ربي الذي يفعل ذلك .. فقط توجهي له بالدعاء .
- عزيزتي .. أرجوك كيف يمكن لي أن أعيش بدون طفل .. بدون ماما ؟
- بل أنا الذي أرجوك أن تصمتي لقد نكأتي جرحي وأدميت مشاعري ..
- أنا مثلك يا عزيزتي لا أنجب الأطفال ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق