السبت، 9 فبراير 2013

( شجون تربوية ) الغائب عن مسرحنا


النشاط المسرحي في المدارس والمراكز أحد الأنشطة الحيوية والتي توليها الإدارة العامة للنشاط الطلابي اهتمامها وذلك بتدريب كوكبة مختارة من مشرفي الأنشطة في بداية كل عام والذين بدورهم يدربون الطلاب وقد قال فؤاد الصالحي في كتابه علم المسرحية (المسرح فن إبداعي يذهب إلى تلك المساحات الفارغة لينفذ من خلالها ) وأقول إن الواقع يشكل هاجسا ماثلا بالنسبة للكاتب المسرحي فيحاول بطريقة أو بأخرى عرض هذا الواقع أو مقاربته وكتاب المسرحية الذين يملكون الحس الوطني في مدارسنا ومراكزنا الصيفية يحالون من خلال أدواتهم البدائية البسيطة رصد واقعنا ولا سيما الاجتماعي منه بكل ما فيه من مرارة !! وسواء قدر لهم النجاح في ذلك أو سجل عليهم الإخفاق إلا أنه يحسب لهم شرف المحاولة وسعيهم الدؤوب إلى الهدف المنشود رغم غياب المكتبة المسرحية الدقيقة والمدرسة المسرحية القوية وهذا بحد ذاته يعتبر إنجازاً آخر ولا نشك بذلك، يحضرني هذا الكلام وأنا أشاهد التفاعل الفعال من قبل رواد ومشرفي النشاط في المدارس والمراكز الصيفية في سبيل كتابة وصياغة النصوص المسرحية والمشاهد التمثيلية التربوية والتعليمية بكل دافعية نحو التأثير الإيجابي، يضاف إلى ما سبق هم من هموم المسرح الإعداد الفني للمسرح وهي بحد ذاتها لا تشكل هما واحدا بل إنها هموم متعددة وأحيانا قاتلة للأمل، ثمة صورة كريهة (الإرهاب) والتي عصفت بنا وبدارنا بدأ بالعاصمة الحبيبة الرياض ومرورا بحوادث مكة وجدة وانتهاء بحادثة الخبر الأليمة وينبع الأبية تلك لم ينسها مسرحنا التربوي ولقد وقف النشاط المسرحي التربوي وقفة الدور المنشود مبينا ومحذرا ومسهما في توعية الأجيال وإرشاد أجيال الأمة وتقديم المفيد حسب طاقته وقدرته ولكن هذا التفاعل منا نحن المسرحيين التربويين غاب عنه أدوار مكملة، ومن تلك الأدوار الدعم الإعلامي. 
إننا لم نشاهد تغطية إعلامية تتناسب وجهدنا المبذول ولا أشك أن عدد المسرحيات التي قدمت كثيرة ولم يسأل أحد كم هي ولا أين هي؟ 
مدارسنا الحبيبة ومراكزنا المكملة لمشوارنا لم تظهر أعمالها المسرحية في محاربة الإرهاب على شاشة الإعلام ولا صوته وأيضا غاب عنه حفظ اكتشاف المواهب التي ظهرت في تلك المناسبات والتي تفاعلت وأثبتت ولاءها ووطنيتها فلم يتم تعهدها ورعايتها ليستمر النماء ويتواصل العطاء فمتى يكون ؟ وغاب أيضا التوثيق لهذه الأعمال الرائدة والرائعة التي هي سجل حافل بالوطنية الخالدة فمتى يكون؟ على الأقل لنبني عليها دراسات قادمة ولعل هذا يساعد الأقلام التي غابت عنها تلك المسرحيات!! ومن الغائب أحيانا الدعم الرسمي بشهادات التقدير والشكر لكل من عمل وتفاعل في سبيل كتابة وإخراج كل مسرحية تحكي الوطنية ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله، صحيح أن الجميع لا ينتظر الشكر على وطنيته ولكن النفوس جبلت على ذلك، هذا عملنا وهذه همومنا المسرحية الغائبة والهموم كثيرة، ولنتذكر دائما أننا نردد (دمت يا وطني حرا أبيا)، (ودمت يا وطني آمنا زكيا).

محمد علي البدوي 
كاتب مسرحي و رائد نشاط طلابي 

صحيفة الجزيرة
17 جمادى الثانية 1425 هـ
http://www.al-jazirah.com/magazine/03082004/jas90.htm

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق