الثلاثاء، 29 مايو 2012

في بيتنا موهوب


( 1 ) 
المنظر : في منزل أبو سالم يبدو البهو الرئيس وهو يفضي إلى مدخل المنزل على يمين المسرح – المدخل مرتباً وأنيقاً وهادئاً إلا من طرق شديد يأتي من الداخل .
المشهد : يسمع طرق على جرس المنزل متزامناً مع صوت إزميل المنبعث من الداخل ، يظهر أبو سالم متوجهاً إلى الباب : 
أبو سالم : لا حول ولا قوة إلا بالله هذا جرس الباب أم أفعال هذا المعتوه ؟
( الطرق يزداد حدة )
أبو سالم : سالم .. توقف عن هذا قبل أن أحطم رأسك ( يفتح الباب ) . 
حمد : السلام عليكم ورحمة الله . 
أبو سالم : وعليكم السلام .. أهلاً بصديقي حمد تفضل .
حمد : ما هذا ؟ ساعة وأنا أنتظر عند الباب .
أبو سالم : المعذرة يا عزيزي .. لم أسمعك جيداً من فعل هذا المعتوه .
حمد : وهل في بيتكم معتوه ؟
أبو سالم : معتوه ورسمي !!
حمد : أعوذ بالله ورسمي أيضاً . 
أبو سالم : ويقول أنه موهوب .
حمد : وموهوب !! هذه معادلة .. ولكن لا بأس هكذا هم الموهوبون دائماً .
أبو سالم : حتى أنت يا صديقي .
حمد : ما هي القصة يا أبا سالم ؟
أبو سالم : ولدي سالم منذ أيام وهو لا يبرح غرفته يعد العدة لابتكاره الجديد . 
حمد : ما شاء الله جميل .. جميل . 
أبو سالم : وهو على هذا الحال منذ عودته من المدرسة .. بل إنه يصرف كل مصروفه المدرسي على الأدوات الخاصة بهذا المشروع . 
حمد : لا .. لا يا صديقي كان الأولى بك تشجيعه .
أبو سالم : ماذا .. أشجعه على ضلاله هزلت .
حمد : طبعاً .. وتهيأ له الجو الأسري المناسب حتى تحقق له الحد الأدني من الدافعية نحو إنجاز ما يريد . 
أبو سالم : ما هذا الكلام ؟ 
حمد : أنسيت أنني مدير مركز رعاية الموهوبين .
أبو سالم : ليت موهبته كانت في شيء نافع مفيد .. كالحاسب مثلاً بدل النجارة والحدادة لقد حول
البيت إلى ورشة كبيرة .
حمد : إياك ثم إياك والفصل بين المواهب .. فالموهوب يضل موهوباً حتى في النجارة والحدادة .
أبو سالم : لا .. يا فريد عصره ووحيد دهره .
حمد : طبعاً ثم إن الوطن يحتاج إلى كل يد مباركة لتعليه .
أبو سالم : دعك من سالم وألعاب سالم الآن . 
حمد : بل أين سالم ؟
أبو سالم : هل جئت من أجلي أم من أجل سالم ؟
حمد : لقد حولت النية إلى سالم وسأصحبه معي إلى مركز رعاية الموهوبين في المدينة ، فنحن مقبلون على جائزة الإبداع العلمي التي تنظمها مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله لرعاية الموهوبين .
أبو سالم : مركز رعاية الموهوبين !!
حمد : طبعاً .. إنها مراكز متخصصة أقامتها الدولة لخدمة أمثال هؤلاء والعناية بهم . 
أبو سالم : أخيراً سنرتاح من إزعاج سالم . 
حمد : لكن هذا لا يلغي دور المنزل بل يجب أن يأخذ كلٌ منا دوره وبشكل كامل في رعاية الموهوب .
أبو سالم : نعم .. نعم .
حمد : حسناً .. أين سالم ؟ 
أبو سالم : في ورشته .. أ .. أ .. أقصد في غرفته من هنا .
( يدخلان إليه وسط طرق شديد ينبعث من الداخل )
( 2 )
المشهد : في منزل أبي سالم تظهر العائلة وهي في غرفة الاستقبال تتحلق حول التلفاز .
أحدهم : أبي .. أبي .. انظر إنه أخي سالم . 
أبو سالم : سالم !!
آخر : إنه يتسلم جائزة الإبداع العلمي من يد الأمير .. ما كل هذا الشرف يابن أبي سالم . 
آخر : ياه .. لقد أصبح أخي مشهوراً جداً يا أبي . 
أحدهم : وغنياً جداً . 
أبو سالم : الحمد لله .. الحمد لله ( يبكي ) .
آخر : ما هذا هل تبكي يا أبي ؟ 
أبو سالم : إنها دموع الفرحة يا أبنائي .. لقد ظلمته كثيراً .. وسخرت منه ومن موهبته .. وها هو اليوم يرفع رأسي عالياً .
( طرق شديد على الباب ينهض الجميع )
الجميع : سالم .. سالم .. 
( يدخل سالم مع عمه حمد وهو يحمل جائزته وسط تصفيق الجميع وتهنئتهم )
أحدهم : مبارك يا سالم .. لقد رفعت رأس العائلة عالياً .
آخر : ورأس أبي بالتحديد . 
حمد : أخشى أن رأس والدكم قد كبر من إزعاج سالم .
أبو سالم : لا إزعاج بعد اليوم .. ليفعل ما يحلو له .. وسنساعده ونشجعه على موهبته .
حمد : لا بد من تشجيعهم فهم الاستثمار الأمثل للمستقبل . 
الجميع : سالم .. سالم
حمد : أحسنت يا صديقي . 
أبو سالم : الفضل لله ثم لك أنت يا صديقي . 
أبو سالم : لو سمحتم .. الموهوب سالم . 
الجميع : ها .. ها .. ها ..
ســـــــــــــــــــــــت ــــــــــــــار

" طلبت هذه المسرحية مجلة " موهبة " الصادرة عن مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله لرعاية الموهوبين ونشرت في المجلة "


محمد علي البدوي " رحمه الله "

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق