الثلاثاء، 29 مايو 2012

حدث في بلاد الأقدام





- أي زمن هذا الذي نعيشه .. زمن العقول أم زمن الأقدام ؟!

المشهد الأول 

المنظر : مجلس الوالي . 

المشهد : يدخل الحاجب مسرعاُ . 

الحاجب ( فزعاً ) : مولاي .. مولاي . 

الوالي : ماذا هناك ؟ ماذا دهاك ؟ وماذا وراءك ؟ 

الحاجب : السلام عليكم ( يصافح الجميع ويعانق الوالي ) 

الوالي ( في ضجر ) : اووووه .. قل ماذا أصابك يا حاجبي ؟ 

الحاجب : أبداً .. أبداً .. وفد بني عمنا .. على الباب .. يستأذنون بالدخول . 

الوالي : ماذا ؟ أبناء عمومتنا يستأذنون .. يا للعار والشنار . 

الحاجب : هل تأذن لهم يا مولاي ؟ 

الوالي : أحمق !! فليدخلوا فوراً .. فوراً . 

الحاجب : وفد بني عمنا ... 

( يدخل الوفد فيستقبلهم الوالي بكل حفاوة وترحيب ) 

الوالي : يا مرحباً .. يا مرحباً .. بابن العم ووفده الكريم . 

الشاعر : أشرق النور وبانا ... مرحباً بمن أتانا 

أيها الزائر أهلاً ... لك في القلب مكانا 

الوالي : أحسنت .. أحسنت أيها الشاعر .. امنحوه عشرة آلاف درهم . 

الشاعر : مرحباً بمن وصل في العيون واتصل 

دارنا هي المحل في القلوب والمقل 

الوالي : عظيم .. عظيم .. امنحوه عشرة آلاف أخرى من بيت مال المسلمين . 

الشاعر : اووووه .. هذا كثير .. كثير يا مولاي . 

الوالي : حسناً .. اجعلوها ألف درهم فقط . 

الشاعر : لا .. لا .. لقد كنت أمزح .. أمزح فقط .. يا مولاي . ( يخرج ) 

الوالي : مرحباً بابن عمنا .. وفده الكريم .. مرحباً بكم جميعاً . 

ابن العم : أكرمك الله .. يا مولاي .. وأدام عزك . 

الوالي : أيها الحاجب .. أيها الحاجب . 

الحاجب : السلام عليكم ( يعانق الجميع والوالي أيضاً ) . 

الوالي ( في ضجر ) : حاجبي . 

الحاجب : واجب الضيافة يا مولاي . 

الوالي : أحسنت .. فلتقم الأفراح .. والليالي الملاح . 

الحاجب : الأفراح والليالي الملاح . 

الوالي : وزيدوا في أجور العمال .. وارفعوا المكوس عن الناس . 

الحاجب : المكوس .. والناس .. الأفراح والليالي الملاح . ( يخرج )

الوالي : أهلاً .. وسهلاً بالجميع .. حياكم الله وبياكم الله . 

ابن العم : ما شاء الله .. لقد بسط الله لك في الملك والسلطان . 

الوالي : ما شاء الله ولا حول ولا قوة إلاّ بالله .

ابن العم : ولقد أحببنا زيارتكم حتى .. حتى .. تقوى العلاقة . 

الوالي : العلاقة !! نعم .. نعم .. أهلاً وسهلاً بالعلاقة .. ولكن أين هي ؟!

ابن العم : من يا ابن العم ؟ 

الوالي : العلاقة ! لماذا لم تأتي معكم !

ابن العم : ها .. ها .. أقصد القربى والرحم .. الرحم يا مولاي . 

الوالي : ها .. ها .. أعرف ذلك .. أعرف .. حياكم الله .. حياكم الله . 

ابن العم : وإن عندنا لرأي .. نرجوا أن توافقنا عليه . 

الوالي : قل يا ابن العم .. فرأيك سديد .. وأمرك مطاع . 

ابن العم : أنت تعلم يا ابن العم .. أن شعوبنا تحب لعبة الأقدام .

الوالي : بالطبع .. شعبي كله يلعب هذه اللعبة ويجيدها . 

ابن العم : جميل .. جميل . 

الوالي : والذي لا يلعب عندنا يشجع .. الحمد لله .. الأمة كلها تلعب .. 

ابن العم : فما رأيكم .. دام عزكم .. أن نقيم مباراة بيننا وبينكم . 

الوالي ( مطرقاً ) : مباراة وبيننا وبينكم !! 

ابن العم : الرياضة .. تقرب الشعوب وتزرع المودة بين الناس . 

الوالي : الرياضة تفعل كل هذا !!

ابن العم : وأكثر .. وأكثر يا ابن العم .. ما رأيكم دام فضلكم ؟ 

الحاجب ( مقاطعاً ) : نوافق .. نوافق .. ونبارك هذا الرأي . 

الوالي ( مقاطعاً ) : أيها الحاجب .. 

الحاجب ( وقد خفض صوته ) : نوافق .. نوافق .. بعد موافقتكم السامية .. يا مولاي . ( يخرج )

الوالي : لا بأس .. نوافق . ولتكن المباراة على ملعبنا وبين جمهورنا . 

ابن العم : لو أذن مولانا .. وابن عمنا .. أنتم أسياد هذه اللعبة .. 

الوالي : نعم .. نعم .. نحن أسياد هذه اللعبة وأنتم الموالي . 

ابن العم : فلو كانت المباراة على ملعبنا وبين جمهورنا.. 

الوالي : لا بأس .. لا بأس .. اتفقنا .. على بركة الله . 

( يدخل رجال الإعلام ويلتقطون الصور التذكارية لهما ) 

مذيع1 ( للوالي ) : ماذا يقول مولاي بمناسبة اللقاء المرتقب ؟ 

الوالي : أقول أن اللقاء ودي والمباراة حميمة بين أبناء العمومة . 

مذيع1 : ما هي أبرز استعداداتكم الجارية للمباراة ؟ 

الوالي : ليس هناك استعدادات .. فالمباراة كما أسلفت ودية وحميمة . 

مذيع2 : ابن العم ماذا يقول بمناسبة لقاءكم مع بلاد الأقدام ؟ 

ابن العم : أقول أن الكلمة النهائية نتركها للميدان .. الميدان فقط .. وشكراً . 

الحاجب ( رافعاً صوته ) : الطعام جاهز .. يا مولاي . 

الوالي : تفضلوا .. تفضلوا أيها السادة على مائدتنا العامرة .. تفضلوا .. 

ستارة 



المشهد الثاني 

المنظر : مجلس الوالي . 

المشهد : يدخل الوالي مغضباً وخلفه الحاجب . 

الوالي : ما هذا الكلام الذي تقوله أيها الحاجب ؟!

الحاجب : هذا الكلام الذي تقوله صحفهم ويردده إعلامهم . 

الوالي : لا يمكن .. مستحيل . 

الحاجب : عليّ بالصحف والمجلات . 

( أحد الحراس يقدم له مجموعة من الصحف )

الحاجب : انظر .. اقرأ يا مولاي . 

الوالي : احم .. احم ..

الحاجب : عفواً .. لقد نسيت أنت لا تعرف الكتابة والقراءة .. انظر . 

الوالي : نعم .. 

الحاجب : الخبر الأول : نحن أسياد لعبة الأقدام !! ورجالنا سيثبتون ذلك . 

الوالي : هم أسياد اللعبة .. 

الحاجب : الخبر الثاني : اشهد يا تاريخ واكتب يا زمن نهاية أسطورة بلاد الأقدام . 

الوالي : الويل لهم ..

الحاجب : لقد جلبوا أمهر اللاعبين وأفضل المدربين العالميين من أجل هزيمتنا . 

الوالي : لا .. لا .. لا يمكن .

الحاجب : وأخشى ما أخشاه .. أن يستعملوا السحر والشعوذة من أجل هزيمتنا . 

الوالي : هذا كثير .. كثير .. نحن أسياد اللعبة ويجب أن ننتصر . 

الحاجب : نعم يجب أن ننتصر . 

الوالي : أيها الحاجب .. دونك بيت مال المسلمين خذ منه ما تشاء .. أريدها هزيمة نكراء .. نكراء 

الحارس ( مسرعاً ) : مولاي .. لقد بدأت المباراة . 

الوالي : ماذا !! إنها خيانة !!

الحاجب : لقد فعلها الأوغاد . 

الوالي : جهزوا لي ديوان المشاهدة .. أريد أن أشاهد المباراة . 

الحاجب : لا يمكنك يا مولاي .. إنها مشفرة . 

الوالي : مشفرة !!

( يدخل أحد الجنود مضرجاً بدمائه )

الجندي : مولاي .. مولاي .. النجدة يا مولاي . 

الوالي : من هذا ؟ وما الذي حدث لك أيها الجندي . 

الحاجب : إنه أحد أعضاء الوفد المرافق للبعثة . 

الجندي : لقد هُزمنا يا مولاي .. سُحقنا .. كان التحكيم في صالحهم وحدث شغب جماهيري كبير..

الوالي : آه .. الويل لهم . 

الجندي : اعتدوا على لاعبينا وهاجموا سفارتنا وحطموها يااااااااااامولاي ( يسقط ) 

الوالي : إنه إعلان للحرب .. الحرب .. الحرب . 

الجميع : الحرب .. الحرب . 

الحاجب : ولكنهم أبناء عمومتنا !

الوالي : أصمت أيها الأبله .. ألم تقم حرب البسوس من أجل ناقة فلتقم حرب الأقدام من أجل لعبة .

الحاجب : الحرب .. الحرب . 

الوالي : أعدوا العدة .. أيها الجنود .. هيا إلى الحرب . 

( أصوات طائرات ودوي مدافع وطلقات رصاص ) 

ستارة 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق