- يفتح الستار -
المنظر : غرفة تتوسط المسرح ، وقد كتب عليها " مقصف " يرنُّ جرس الفسحة .
المشهد : يندفع الطلاب نحو المقصف ويتشاجر اثنان منهما – حاتم وعطلان – قبالة الجمهور .
حاتم : أنا الأول .
عطلان : بل أنا الأول .
حاتم : أن الأول على المدرسة .. والطالب المتفوق فيها ، ولابد أن أُقدم .
عطلان : ها .. ها .. ( يضحك ) متفوق .. عملة ممنوعة من الصرف .. في هذا الزمان يا ..
حاتم : أنا سيد هذه المدرسة .. والطالب الأول فيها .. ولابد أن أكون الأول في كل شيء .
عطلان : أعرف نفسك .. فأنت تتحدث مع فتوة المدرسة .
حاتم : هل سمعتم يا أصدقاء هذا الطالب المتخلف دراسياً ماذا يقول ؟
( يجتمع أصدقاء حاتم حولهما )
أحدهم : هيا نؤدبه يا حاتم ..
حاتم : فعلاً .. الأدب هو كل ما يحتاجه .
أحدهم : خصوصاً أنع أكثر ما يرسب في مادة الأدب .. ها .. ها .. ها .. ( يضحكون ) .
عطلان : تتفوقون عليّ يا صراصير المدرسة !!
حاتم : وسنضربك ضرباً مبرحاً .
عطلان : هذا .. هذا ظلم .. أنتم كثير .. وأنا واحد .. ليخرج واحد منكم .
حاتم : أنا وحدي سأضربك .
عطلان : تعال .. تعال يا متفوق .. سأجعلك علكة في فمي .
( عطلان يحاول أن يبدأ القتال .. ولكنه يتوقف )
عطلان : لا .. لا .. هذا ظلم أنت تلعب على ملعبك وبين جمهورك .
حاتم : وماذا تريد ؟!
عطلان : انتظر حتى يأتي زعيمنا ( سكر ) ..
حاتم : وأين ذهب السكر هذا ؟
أحدهم : لابد وأنه ذاب في الشاي .. ها .. ها .. ( يضحك أصدقاء حاتم ) .
عطلان : لقد ذهب لكي يتناول طعامه في المطعم المجاور .. مع بقية العصابة .. ولابد أنه في الطريق إلينا .. وسوف ترى ماذا سيفعل بكم الزعيم ؟!
حاتم : لا .. يا شيخ .. أرجوك اشفع لنا عند زعيمكم حتى لا يضربنا .
عطلان : تستهزئ .. حسناً .. سوف ترى .
حاتم : هيا اذهب بعيداً .
( يهرب عطلان إلى الجهة الأخرى من المسرح .. وعندها يسمع صوت جلبة خارج المسرح .. يظهر الزعيم محمولاً على كتف أحد أعوانه .. وسط صيحات العصابة وتشجيعهم )
العصابة : بالروح بالدم نفديك يا زعيم .. بالروح بالدم نفديك يا زعيم .
عطلان ( يسرع إليه ) : النجدة .. النجدة .. يا زعيم لقد ضربني حاتم وأصدقاؤه .
الزعيم : ماذا تقول ؟!
عطلان : يقولون إنهم سادة المدرسة وأصحاب الزعامة فيها ..
الزعيم : آه .. أنا غضبان .. غضبان جداً .. ز .. ع .. ي .. م
العصابة : زعيم .. زعيم .. زعيم .
( تبدأ مجموعة العصابة في الغناء والرقص حول الزعيم )
العصابة : الله الله يا الزعيم واحنا في حبك نهيم
ويا الله يا الله يا كريم تحفظه يا عظيم
الزعيم : احنا أصحاب السيادة احنا أصحاب القرار
احنا ما نحب الشهادة والشهادة هذي عار
واسمع .. اسمع يا غبي أنت في حكم القوي ( يشير إلى حاتم وأصدقائه ) .
( يبدأ أصدقاء حاتم في الغناء والرقص )
الجميع : اسمعونا يا جماعة اسمعوا والسمع طاعة
واسمعوا هذي النصيحة واسمعوا ما هي فضيحة
واسمعوا هذي الحقيقة واسمعوها لو دقيقة
واعلموا والعلم نور والفرح فيه والسرور
حاتم : احنا أصحاب السيادة .. احنا أصحاب القراسر واسمع .. واسمع يا غبي .. الله .. الله هو القوي .. ( يشير إلى الزعيم والعصابة ) .
( يبدأ الحوار الشعري بين الزعيم وحاتم )
حاتم : حنا .. حنا أذكياء وعندنا علم وفهم
الزعيم : لكن حنا أقوياء وعندنا قوة جسم
حاتم : قوة لكن أغبياء وكل جاهل ينهزم
الزعيم : آه .. لكن القوة تجعلك محترماً حتى ..
حاتم ( مقاطعاً ) : حتى ماذا يا زعيم ؟!
الزعيم : حتى .. حتى لو كنت غبياً .
حاتم : العلم هو الذي يحكم العالم .
الزعيم : بل القوة هي التي تحكم العالم يا عزيزي .. أما تسمع الأخبار . لماذا يقتل المسلمون في كل مكان ؟ .. أجب .. لماذا ؟
حاتم : لماذا ؟
الزعيم : لأنهم يملكون القوة التي يدافعون بها عن أنفسهم .. لا يملكون القوة التي يفرضون بها احترامهم على العالم .. ونحن في هذه المدرسة نملك القوة وسنفرض احترامنا عليكم بالقوة .
حاتم : ونحن سنفرض احترامنا عليكم بالعلم والتفوق والشهادة .
الزعيم : ها .. ها .. شهادة .. تفوق .. حتى نحن نملك الشهادة .. في ألعاب القوة والكاراتيه والجمباز .. ونملك ما لا تملكونه أنتم .
حاتم : وماذا تملك هذه العقول الخالية من العلم والمعرفة ؟!
الزعيم : نملك الخبرة .. نحن أكثر منكم خبرة في هذه المدرسة .. أنا مثلاً .. راسب في الصف السادس ثلاث سنوات ..
عطلان ( خلفه العصابة تردد ) : عاش الزعيم .. عاش .. وزعيمنا عظيم .. يا أوباش .. بالطول بالعرض .. زعيمنا يهز الأرض .
حاتم : ما شاء الله يا لها من خبرة .. جسم البغال وأحلام العصافير .
الزعيم : آه .. لقد ازداد غضبي عليك أيها الصرصور حاتم .. قوة الدفع الرباعي .. ( يشير إلى عطلان ) .
عطلان : أمرك يا زعيم .
الزعيم : هيا اطحن حاتم بسرعة ..
عطلان : أمــــر .. ك .. و .. ولكن أنت أولاً يا زعيم .. أنت تؤدبه ونحن نشجعك .. نرفع من معنوياتك .
الزعيم : جبان .. سنقاتهلم جميعاً .. استعدوا يا رفاق .. ( تستعد العصابة للمعركة ) .
حاتم : استعدوا يا أصدقائي .. لا تخافوا إنهم رغوة صابون سرعان ما تنتهي .
( حاتم وأصدقاؤه يأخذون وضع الاستعداد )
الزعيم : آه .. رغوة صابون .. استعدوا .. واحد .. اثنان .. ثلاثة .
( يهجم الزعيم لوحده ويتخلى عنه أصدقاؤه ، بينما يهجم حاتم وأصدقاؤه على الزعيم ويوسعونه ضرباً .. وهو يستغيث )
الزعيم : آه .. أمي .. أريد أمي .. كفى .. كفى .. هيه .. هيه .. ( يبكي ) .
( يضرب جرس الفسحة خارج المسرح .. ويدخل أحد الطلاب )
الطالب : المدير .. المدير .. قادم .. اهربوا بسرعة ..
( يهرب الجميع ويدخل المدير إلى المسرح )
المدير : إلى الفصل .. هيا يا ولد .. لقد انتهت الفسحة .. هيا .. بسرعة إلى قاعات الدرس ..
( تطفأ الإنارة وتغلق الستارة )
محمد علي البدوي " رحمه الله "
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق