محمد علي البدوي
10/8/1424
06/10/2003
المنظر : مغارة كبيرة شبه مظلمة .
المشهد : قافلة بشرية صغيرة مكونة من مجموعة من النساء والأطفال والشيوخ وسط أصوات متقطعة من دوي المدافع وطلقات الرصاص وأزيز الطائرات .. تتوقف أمام فوهة المغارة شبه المظلمة . يتفاجأون برجل في وسطها وحوله جماعة صغيرة من الرجال والنساء والأطفال ..
ينتابهم فزع شديد ..
الرجل يشير لهم بيده اليمنى : لا عليكم .. ستبيتون معنا الليلة هنا .
يقولون بصوت واحد : من أنت ؟ ومن هؤلاء الذين معك ؟
الرجل : أنا القائد .. وهذا ما تبقى من جماعتي ..
(يخرج له عجوز من بينهم )
العجوز بكل تعجب : قائد !.. قائد لمَنْ ؟!
( فجأة تضاء الإنارة )
ظهر في خلفية المسرح مناظر مروعة لمآسي المسلمين ، وقد كتبت عليها بلون الدماء " .. وا .. إسلاماه " .
القائد ( وقد أخذته الدهشة ) : مسلمون ؟
( صمت يلف المكان )
القائد ( صارخاً فيهم ) : أجيبوا .. هل أنتم مسلمون ؟ .. هل أنتم مسلمون ؟
( يخرج إليه شيخ عجوز .. ويقف قبالة الجمهور )
الشيخ : ومن القوم إلا هم .
القائد : ومن أين جئتم ؟.
الشيخ ( وهو يشير إلى مجموعته ) : من كل بقاع الأرض ..
القائد ( وقد أطرق إلى الأرض ) : إذن .. هي الحروب والمجاعة .
الشيخ ( في حِدّه ) : ليست الحروب وحدها التي صنعت مأساتنا .
القائد : ماذا تعني ؟
الشيخ : إخواننا .. خذلونا .. أسلمونا للأعداء .. لا ذو بالصمت وهم يشاهدون مأساتنا .. لم يتحركوا من أجلنا .
القائد : و .. ولكنهم يساعدونكم .. يقدمون لكم الطعام .. والكساء ..
الشيخ ( مقاطعاً ) : يسمّنوننا .. حتى نذبح كالأضاحي .
القائد : لـ .. لـ .. لقد سمعت أنهم الآن يجتمعون لنصرة قضاياكم .
الشيخ ( في حدّه ) : بالكلام .. يجتمعون حول موائد الكلام .. اسمع .. اسمع .. بربك ماذا يصدرون في مؤتمراتهم ومؤامراتهم .
( صمـــــــــــــــــت )
صوت خارجي : إننا ندين ونشجب ونستنكر وبشدة العدوان الصارخ ضد إخواننا المسلمين .. ونطالب الأمن الدولي بسرعة التدخل من أجل إنقاذهم .
( تصفيق حاد يملأ المسرح ).
الشيخ : أسمعت .. لقد تمخض الجبل فولد فأرة .. إنهم يطلبون النُصرة من أعدائنا.. يطلبون لنا الرحمة من جلاّ دينا .
القائد : و .. و .. وماذا تريدون منهم ؟
الشيخ : أليسوا .. إخواننا في الدين والعقيدة .. أما تداعى النصارى لنصرة إخوانهم في تيمور الشرقية .. وفي جورجيا ... حتى أقاموا لهم دوله .
القائد : نعم .. ولكن ..
الشيخ : ولكنه الوهن .. الذي ضرب قلوبهم : حب الدنيا وكراهية الموت . لنا الله .. لنا الله ..
(تبدأ المجموعة بالتحرك خلف الشيخ الذي يهم بالمغادرة وهم يرددون:لنا الله. لنا الله..)
القائد ( مستوقفاً الشيخ ) : إلى أين أيها الشيخ ؟
الشيخ : لقد سمعنا أن قائداً عربياً مسلماً اسمه المعتصم أنقذ امرأة مسلمة سنذهب إليه .. ربما أنقذنا ..
القائد : آه .. لقد مات منذ زمن ..
الشيخ : لا بأس .. سنجد معتصماً آخر .. في رعاية الله يا بني .
( يغادر الشيخ مع مجموعته وهم يرددون : لنا الله .. لنا الله .. بينما يقف القائد مذهولاً )
القائد ( في نفسه ) : لنا الله .. لنا الله ..
( يدخل أحد رجال القافلة مسرعاً )
الرجل ( في ذعر ) : سيدي .. سيدي .. الأعداء قادمون .. إنهم يضربون الكهف بطّياراتهم .. يلقون بالقنابل المحرمة .. يحرقون الأرض الخضراء .. يزرعون الموت في كل مكان .. إنهم قادمون .. قادمون .
القائد : بسرعة هيا .. اهربوا .. بسرعة ..
الرجل : إلى أين يا سيدي ؟
القائد : سنبحث عن معتصم .. آخر .. هيا بسرعة .. بسرعة ..
( يرتفع صوت الطائرات .. ودوي المدافع والقنابل .. تطفأ الإنارة .. تختلط الآهات بالصرخات ).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق