الثلاثاء، 29 مايو 2012

مقاتل من الفلوجة





محمد علي البدوي
 25/10/1425
08/12/2004 


المنظر : جدار متهالك ينتصب وسط المسرح وقد كُتبت عليه عبارات تشيد بالمقاومة وتتوعّد المحتل، تختلط أصوات المدافع بدوي الطائرات وانفجارات القنابل، وتكبيرات المساجد، وتلاوات القرآن، ودعوات المقاومة والجهاد التي تنبعث من كل أنحاء المدينة ..
المشهد :أحد المقاتلين وهو يهم بدخول المدينة بينما يعترضه أحدهم وهو خارج من المدينة:
الرجل :إلى أين يا رجل ؟ 
المقاتل : إلى الأمام.
الرجل :إنه الموت الزؤام.
المقاتل : فليكن .. سأذهب إلى الموت إذن.
الرجل : وهل تسعى إليه بقدميك؟ 
المقاتل : نعم .. إنني أشمّ ريح الجنة تنبعث من داخل المدينة. 
الرجل : عد من حيث أتيت .. لسنا في قوتهم.
المقاتل : الله أقوى من الجميع.
الرجل : لقد أحكموا قبضتهم على كل شيء ؛ الأرض والسماء والهواء. 
المقاتل : ليسوا في قوة الله. 
الرجل : انجُ بجلدك يا صديقي .. المدينة تحترق. 
المقاتل : أأتولى يوم الزحف؟! مستحيل لا يمكن. 
الرجل : لم يبق في المدينة سوى الأشباح تقاتل. 
المقاتل : ليسوا أشباحاً .. ولكنها أرواح المقاتلين تصعد إلى الجنة.
الرجل : لا فائدة .. لا فائدة من المواجهة. 
المقاتل : بل كل الفائدة. إنها إحدى الحسنيين: النصر أو الشهادة. 
الرجل : إنك تتمتم بكلام لا أفهمه. 
المقاتل : ولن تفهمه أبداً .. لأن الإيمان لم يتمكن من قلبك بعد.
الرجل : بل أنا مؤمن. 
المقاتل : المؤمن لا يفر يوم الزحف. 
الرجل : وماذا أفعل في المدينة وقد قتلوا أفراد أسرتي في قصفهم العنيف. 
المقاتل : ويحك!! مت على ما ماتوا عليه. 
الرجل : لكنني رجل أعشق الحياة.
المقاتل : حياة الذل والهوان؟!
الرجل : أي حياة؟!
المقاتل : حياة اليهودي إذن. 
الرجل : لقد خذلنا الجميع؛ يشاهدون مأساتنا ويتواطؤون مع عدونا. 
المقاتل : لسنا في حاجة إليهم .. نحن في حاجة إلى الله فقط. 
الرجل : وماذا نفعل بمفردنا؟
المقاتل : نقاتل حتى الموت. 
الرجل : الموت مرة أخرى؟!
المقاتل : الكثير من الناس تموت تحت العجلات وفي المدرجات فلنمت من أجل الله . 
الرجل : لا .. لا .. لا أريد الموت. 
المقاتل : هذا شأنك. 
( يسمع صوت طائرة تقترب منهما، يأخذ المقاتل موقعه ويبدأ في توجيه سلاحه نحوها )

الرجل : لا .. أرجوك لا تشعرها بوجودنا .. ستقصفنا .. ستقتلنا .. سنموت. 
المقاتل : وسنذهب إلى الجنة إن شاء الله. 
الرجل : لا أريد الموت .. قلت لك لا أريد الموت. 
المقاتل : مرحباً بالموت في سبيل الله. 
الرجل : لا .. أرجوك دعني أهرب من هنا. 
المقاتل : بسم الله .. الله أكبر 

( ظلام وصوت صواريخ تنطلق يعم الظلام والصمت المكان )
ســـــــــتــــــــــارة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق