- صرخة في وجه الأحداث ..
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ
( في منزل أبي صالح وسط العاصمة وقد ألقت أحداث التفجيرات الأخيرة بظلالها على المدينة )
صالح : أبي .. أبي .. أين أنت يا أبي ؟
الأب : خيراً إن شاء الله ..
صالح : بارك يا أبي .. لقد تخرجت من الكلية .
الأب : الحمد لله ..
صالح : ومنذ اليوم أنا الملازم صالح الصالح ضابط التحقيق الجنائي .
الأب : مبارك يا ولدي .
صالح : لقد تحقق حلمي .. وأصبحت جندياً في هذا الوطن الكبير .
الأب : لقد كان الأمن هاجسك الأول والأخير .
صالح : وكانت دعواتك الصادقة ترافقني في كل سنوات دراستي .
الأب : وها قد تحقق الحلم .
صالح : نعم .. تحقق الحلم و .. ولكن أين أخي ؟
الأب : . . . . . . . . . .
صالح : أين خالد يا أبي ؟
الأب : إيه .. خالد هذا قصة أخرى .
صالح : لماذا.. لم يكن في استقبالي في الكلية ؟.
الأب : لا تشغل نفسك به كثيراً .
صالح : ثم .. ثم إن اتصالاته قد انقطعت بي منذ شهر تقريباً .
الأب : وغادر المنزل منذ شهرين كذلك .
صالح : ماذا .. ماذا تقول ؟
الأب : إنها الحقيقة .. منذ عودته الأخيرة من أفغانستان وهو يؤثر الصمت والعزلة .
صالح : وماذا بعد ؟
الأب : كان يعلن نقمته على كل شيء .. كل شيء
صالح : ثم ماذا ؟
الأب : ثم .. اختفى فجأة ..
صالح : وهل بلغت عنه ؟!
الأب : أبلغ عنه ! وهل هو مجرم حتى أفعل ذلك ؟
صالح : يجب أن تفعل .. فالبلد يغلي ..
الأب : يغلي حتى يحترق .. وما دخل شقيقك في ذلك ؟
صالح : أنت من يقول هذا يا أبي ؟ أمن الوطن أولاً .
الأب : ولكنه ولدي .. وفلذة كبدي .
صالح : أخشى أن يكون أخي .. أحد أعضاء هذه الفئة الضالة .
الأب : تباً لك يا ولد ..
صالح : لا تنسَ أن بعض المطلوبين هم أصدقاء أخي .
الأب : اصمت .. واحذر أن يسمعك أحد .
صالح : وما فائدة الصمت الآن ؟
الأب : سيعود .. قلبي يحدثني بذلك .
صالح : كان عليك أن تخبرني بالأمر .
الأب : خشيت أن أشغلك عن اختباراتك يا ولدي .
صالح : كان عليك أن تراقب سلوكه وتسأل عن أصدقائه .
الأب : كنت سأفعل ذلك ولكن ..
صالح : إن لم تبلغ فسأبلغ أنا !!
الأب : عن أخيك .
صالح : إنه وطني .. وهذا واجبي .. أم نسيت أنني رجل أمن !!
( يرن جوال صالح فيجيب على الفور )
صالح : نعم .. أهلاً علي .. ماذا هناك ؟.. إعلان هام وفي التلفاز .. يخصني !! خيراً إن شاء الله ..
حسناً .. حسناً .. مع السلامة .
الأب : ماذا هناك يا بني .
الأب : سنعرف الآن .
( يدبر جهاز التلفاز )
المذيع : " تعلن وزارة الداخلية لعموم المواطنين والمقيمين الكرام أنه وبفضل من الله قد تم التعرف على أحد أعضاء هذه الفئة الضالة وهو المدعور / خالد الصالح وتهيب كل من يعرفه أن يبلغ عنه كما تدعو المطلوب بسرعة تسليم نفسه .. والله ولي التوفيق " .
صالح : أخي خالد !!
الأب : ( صارخاً ) لا .. ليس .. لا ..
صالح : أبي ..
الأب : اقتله يا صالح .. اقتل هذا الخائن الشرير .. اقتل هذا الضال ..
صالح : ليته يسلم نفسه الآن .. إن الفرصة ما تزال أمامه .
الأب : لا أريده .. لا أريده .. لا .. ( يسقط )
صالح : أبي .. أبي ..
( إظلام تام في المسرح ، تسلط إضاءة خفيفة على صالح ووالده المسجى أمامه ثم تنتقل الإضاءة تدريجياًالى خالد الذي يدخل وقد تمنطق بالمتفجرات حول خاصرته )
خالد : أبي .. أبي .. صالح ..
صالح : من .. من أنت ؟!
خالد : أنا أخوك خالد .
صالح : لا.. بل أنت الموت .. الذي يقتل الأبرياء ويدمر الممتلكات .
خالد : أنا شقيقك .. خالد الصالح .
صالح : أنت ؟!و ما الذي فعلت أيها المعتوه ؟
خالد : وما الذي فعلت ؟
صالح : تقتل الأبرياء ، تعق والديك ، تسيء إلى وطنك .. يا ه ما أشد ما تمارس من قسوة يا خالد .
خالد : لا ريب .. فنحن نعيش في زمن القسوة .
صالح : فما ذنب كل هؤلاء الأبرياء يموتون ؟!
خالد : لقد جاءوا في الزمان الخطأ وكانوا في المكان الخطأ .
صالح : وما الذي دفعك إلى كل ذلك ؟
خالد : لقد طفح بنا الكيل وبلغ السيل الزبى ؛ الأقصى في يد الأعداء والمسلمون يقتلون في كل مكان !!
صالح : ومن قال لك أن الطريق إلى الأقصى يمر عبر بلادنا ودماءنا وأطفالنا !
خالد : إننا نصلح ما فسد أولاً .
صالح : بالقنابل الموقوتة والسيارات المفخخة والحقائب الملغمة ..
خالد : العدو يدفعنا إلى ذلك .
صالح : وهل هذا الوطن عدوك ؟!
خالد : . . . . . . .
صالح : هل يستحق الوطن الذي أعطاك من خيراته .. أن تفعل به كل هذا ؟
خالد : . . . . . . .
صالح : من كان يصدِّق أن خالد ذلكم الحمل الوديع يتحول إلى جبل من الحقد والكراهية .
خالد : . . . . . . .
صالح : عد يا خالد .. تب إلى الله وسلِّم نفسك .
خالد : مستحيل .. لقد أقسمت على ذلك .
صالح : سيخفف عنك الحكم .. وسنشفع لك .
خالد : لا .. لن أفعل .. لن أفعل ..
صالح : سينتهي أمرك إلى القيد أو القتل .
خالد : لن أفعل .
صالح : ستفعل .. أو سأقتلك بيدي .. ( يشهر سلاحه في وجه أخيه ) .
خالد : لا .. لن أفعل .. لن أفعل .. (يهرب وسط الظلام)
صالح : عُد يا خالد .. عد يا خالد !! (يخرج خلفه)
( تضاء الإنارة في المكان فيسقط الأب مفزعاً )
الأب ( صارخاً ) : خالد .. خالد ..
صالح : أبي .. حمداً لله على سلامتك .
الأب : خالد .. خالد ..
صالح : ماذا بك يا أبي .
الأب : أنقذ خالد .. أنقذ خالد ..
صالح : ليتني أستطيع يا أبي .
الأب : لقد رأيته يغرق في بحر من الظلمات .
صالح : إنها ظلمات الحقد والكراهية والرغبة في الانتقام .
( يدخل علي مسرعاً )
علي : صالح .. عمِّي .. ماذا حدث هل أصابكما مكروه ؟
الأب : أنقذ خالد يا علي .. أرجوك أنقذ خالد ..
علي : لقد انتهى كل شيء يا عماه .
الأب : ماذا حدث يا بني .
علي : لقد قتل خالد في مواجهات أمنية ..
الأب : لا .. لا .. ( يسقط )
صالح : أبي .. أبي ..
علي : عماه .. عماه ..
( إظـــــــــلام تـــــــــــام – ســــــــتـــــــــارة )
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ
( في منزل أبي صالح وسط العاصمة وقد ألقت أحداث التفجيرات الأخيرة بظلالها على المدينة )
صالح : أبي .. أبي .. أين أنت يا أبي ؟
الأب : خيراً إن شاء الله ..
صالح : بارك يا أبي .. لقد تخرجت من الكلية .
الأب : الحمد لله ..
صالح : ومنذ اليوم أنا الملازم صالح الصالح ضابط التحقيق الجنائي .
الأب : مبارك يا ولدي .
صالح : لقد تحقق حلمي .. وأصبحت جندياً في هذا الوطن الكبير .
الأب : لقد كان الأمن هاجسك الأول والأخير .
صالح : وكانت دعواتك الصادقة ترافقني في كل سنوات دراستي .
الأب : وها قد تحقق الحلم .
صالح : نعم .. تحقق الحلم و .. ولكن أين أخي ؟
الأب : . . . . . . . . . .
صالح : أين خالد يا أبي ؟
الأب : إيه .. خالد هذا قصة أخرى .
صالح : لماذا.. لم يكن في استقبالي في الكلية ؟.
الأب : لا تشغل نفسك به كثيراً .
صالح : ثم .. ثم إن اتصالاته قد انقطعت بي منذ شهر تقريباً .
الأب : وغادر المنزل منذ شهرين كذلك .
صالح : ماذا .. ماذا تقول ؟
الأب : إنها الحقيقة .. منذ عودته الأخيرة من أفغانستان وهو يؤثر الصمت والعزلة .
صالح : وماذا بعد ؟
الأب : كان يعلن نقمته على كل شيء .. كل شيء
صالح : ثم ماذا ؟
الأب : ثم .. اختفى فجأة ..
صالح : وهل بلغت عنه ؟!
الأب : أبلغ عنه ! وهل هو مجرم حتى أفعل ذلك ؟
صالح : يجب أن تفعل .. فالبلد يغلي ..
الأب : يغلي حتى يحترق .. وما دخل شقيقك في ذلك ؟
صالح : أنت من يقول هذا يا أبي ؟ أمن الوطن أولاً .
الأب : ولكنه ولدي .. وفلذة كبدي .
صالح : أخشى أن يكون أخي .. أحد أعضاء هذه الفئة الضالة .
الأب : تباً لك يا ولد ..
صالح : لا تنسَ أن بعض المطلوبين هم أصدقاء أخي .
الأب : اصمت .. واحذر أن يسمعك أحد .
صالح : وما فائدة الصمت الآن ؟
الأب : سيعود .. قلبي يحدثني بذلك .
صالح : كان عليك أن تخبرني بالأمر .
الأب : خشيت أن أشغلك عن اختباراتك يا ولدي .
صالح : كان عليك أن تراقب سلوكه وتسأل عن أصدقائه .
الأب : كنت سأفعل ذلك ولكن ..
صالح : إن لم تبلغ فسأبلغ أنا !!
الأب : عن أخيك .
صالح : إنه وطني .. وهذا واجبي .. أم نسيت أنني رجل أمن !!
( يرن جوال صالح فيجيب على الفور )
صالح : نعم .. أهلاً علي .. ماذا هناك ؟.. إعلان هام وفي التلفاز .. يخصني !! خيراً إن شاء الله ..
حسناً .. حسناً .. مع السلامة .
الأب : ماذا هناك يا بني .
الأب : سنعرف الآن .
( يدبر جهاز التلفاز )
المذيع : " تعلن وزارة الداخلية لعموم المواطنين والمقيمين الكرام أنه وبفضل من الله قد تم التعرف على أحد أعضاء هذه الفئة الضالة وهو المدعور / خالد الصالح وتهيب كل من يعرفه أن يبلغ عنه كما تدعو المطلوب بسرعة تسليم نفسه .. والله ولي التوفيق " .
صالح : أخي خالد !!
الأب : ( صارخاً ) لا .. ليس .. لا ..
صالح : أبي ..
الأب : اقتله يا صالح .. اقتل هذا الخائن الشرير .. اقتل هذا الضال ..
صالح : ليته يسلم نفسه الآن .. إن الفرصة ما تزال أمامه .
الأب : لا أريده .. لا أريده .. لا .. ( يسقط )
صالح : أبي .. أبي ..
( إظلام تام في المسرح ، تسلط إضاءة خفيفة على صالح ووالده المسجى أمامه ثم تنتقل الإضاءة تدريجياًالى خالد الذي يدخل وقد تمنطق بالمتفجرات حول خاصرته )
خالد : أبي .. أبي .. صالح ..
صالح : من .. من أنت ؟!
خالد : أنا أخوك خالد .
صالح : لا.. بل أنت الموت .. الذي يقتل الأبرياء ويدمر الممتلكات .
خالد : أنا شقيقك .. خالد الصالح .
صالح : أنت ؟!و ما الذي فعلت أيها المعتوه ؟
خالد : وما الذي فعلت ؟
صالح : تقتل الأبرياء ، تعق والديك ، تسيء إلى وطنك .. يا ه ما أشد ما تمارس من قسوة يا خالد .
خالد : لا ريب .. فنحن نعيش في زمن القسوة .
صالح : فما ذنب كل هؤلاء الأبرياء يموتون ؟!
خالد : لقد جاءوا في الزمان الخطأ وكانوا في المكان الخطأ .
صالح : وما الذي دفعك إلى كل ذلك ؟
خالد : لقد طفح بنا الكيل وبلغ السيل الزبى ؛ الأقصى في يد الأعداء والمسلمون يقتلون في كل مكان !!
صالح : ومن قال لك أن الطريق إلى الأقصى يمر عبر بلادنا ودماءنا وأطفالنا !
خالد : إننا نصلح ما فسد أولاً .
صالح : بالقنابل الموقوتة والسيارات المفخخة والحقائب الملغمة ..
خالد : العدو يدفعنا إلى ذلك .
صالح : وهل هذا الوطن عدوك ؟!
خالد : . . . . . . .
صالح : هل يستحق الوطن الذي أعطاك من خيراته .. أن تفعل به كل هذا ؟
خالد : . . . . . . .
صالح : من كان يصدِّق أن خالد ذلكم الحمل الوديع يتحول إلى جبل من الحقد والكراهية .
خالد : . . . . . . .
صالح : عد يا خالد .. تب إلى الله وسلِّم نفسك .
خالد : مستحيل .. لقد أقسمت على ذلك .
صالح : سيخفف عنك الحكم .. وسنشفع لك .
خالد : لا .. لن أفعل .. لن أفعل ..
صالح : سينتهي أمرك إلى القيد أو القتل .
خالد : لن أفعل .
صالح : ستفعل .. أو سأقتلك بيدي .. ( يشهر سلاحه في وجه أخيه ) .
خالد : لا .. لن أفعل .. لن أفعل .. (يهرب وسط الظلام)
صالح : عُد يا خالد .. عد يا خالد !! (يخرج خلفه)
( تضاء الإنارة في المكان فيسقط الأب مفزعاً )
الأب ( صارخاً ) : خالد .. خالد ..
صالح : أبي .. حمداً لله على سلامتك .
الأب : خالد .. خالد ..
صالح : ماذا بك يا أبي .
الأب : أنقذ خالد .. أنقذ خالد ..
صالح : ليتني أستطيع يا أبي .
الأب : لقد رأيته يغرق في بحر من الظلمات .
صالح : إنها ظلمات الحقد والكراهية والرغبة في الانتقام .
( يدخل علي مسرعاً )
علي : صالح .. عمِّي .. ماذا حدث هل أصابكما مكروه ؟
الأب : أنقذ خالد يا علي .. أرجوك أنقذ خالد ..
علي : لقد انتهى كل شيء يا عماه .
الأب : ماذا حدث يا بني .
علي : لقد قتل خالد في مواجهات أمنية ..
الأب : لا .. لا .. ( يسقط )
صالح : أبي .. أبي ..
علي : عماه .. عماه ..
( إظـــــــــلام تـــــــــــام – ســــــــتـــــــــارة )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق