الثلاثاء، 29 مايو 2012

بنو علمان - مسرحية فصل واحد


المنظر: مكتب صحيفة التنوير, ثلاثة مكاتب وقد توزع عليها الصحافيون الثلاثة. الغرفة تبدو مرتبة وأنيقة وقد انتضدت فيها الملفات وأجهزة الهاتف وقصاصات الصحف. تبرز لوحة كبيرة مثبتة على جدار الغرفة مكتوب عليها ( الدين لله والوطن للجميع ).
المشهد: يدخل ثلاثة صحافيين , يبدو الأول مغضباً جداً وهو يقلب الصحيفة , بينما يعمد الثاني الىمكتبه ويبدو الثالث منهمكا في عمله .
الأول: ( في غضب ظاهر ) – آه .. اكاد أجن .. اكاد أصعق.
الثاني: لماذا يا عزيزي ؟ 
الأول:هؤلاء... الرجعيون.
الثاني: المتطرفون..الاصولين..ماذا فعلوا بك؟.
الاول:لقداهانوني..وجهوا لي صفعه شديدة.
الثاني: كيف ؟؟...دعني أرى ( يتفحص وجه صديقه جيداً)..إني لا أرى شيئاً .
الأول : ( يزيح يده في عنف ) – آووه .. كف عن هذا أيها الأبله . خذ اقرأ ( يناوله الصحيفة ) .
الثاني : ( يحدق في الصحيفة ) – أين ؟ لاأرى شيئاً . . . أووه .. هنا .. هاهاها ( يضحك ) .
الأول: أو تضحك أيضاً ؟! 
الثاني: يا ايها النمل ادخلوا مساكنكم.. أنت نملة. . هاهاها ( يضحك ) 
الأول: لقد كان رداً موجعاً على مقالتي بالأمس.
الثاني: موجعاً جداً .
الأول: ولكني لن اتراجع .. سأظل ثابتاً.. وسأقاوم حتى الموت.. سنحرر المرأة وسيضل الدين قابعاً في المسجد.. وسنتحرر من كل القيود .. كل القيود .
الثالث ( يلقي بالاوراق جانباً وياخذ بالمشاركة في الحديث) ـــ ايماننا بقضيتنا اول عوامل النصر.
الاول : لكن لابد ان يصمت هؤلاء المتطرفون...والى الابد..لابدان ينتقل صحيفتهم ( العودة) الى الدار الاخرة.. نعم.. لابد.
الثاني: صدقت.. سنوات ونحن نعمل ونعمل ... وكاننا نحرث في البحر .
( يرن الها تف فيتناوله الاول)
الاول: نعم
صوت: صحيفةالتدمير.
الاول: التنوير..ياسيدي.
صوت: بل صحيفة التدمير .
الأول : عفواً . . لقد أخطأت العنوان . . يا سيد .
صوت : أين الخفاش الكبير ؟
الأول : لعلك تقصد رئيس التحرير .
صوت : بل أقصدكم أنتم يا عصابة السوء . . يا خفافيش الليل . . ماذا تريدون لنا ؟ التبيعة والانهزامية . . أن نقتات فتات الأعداء . . تروجون للجريمة . . وتحاربون الفضيلة وتريدون للمرأة الخروج على الدين والتقاليد . . وتزعمون الإصلاح . . !! 
( يغلق السماعة في عنف ) 
الأول : ( مغضباً ) – آووه . . سأجن . . سألقي بنفسي من هذه النافذة . . لا . . لا . . بل من هذه النافذة ( يظل يدور في مكانه ) . 
الثاني : اهدأ يا عزيزي . . المتطرفون مرة أخرى . 
الأول : ومن غيرهم ؟ . . إنهم يغيضونني . . يفقدونني صوابي . . لقد فعلنا كل شيء .. سخرنا منهم . . سخرنا كل وسيلة لحربهم , مجدنا أهل الفن , راودنا المرأة على الخروج , لكننا دائماً ما نواحه بجدار صلب . . صلب جداً .
الثالث : لا بأس . . قطرات الماء ستفعل فعلها . . فقط دعونا نعمل . . وفي صمت .
الأول : آووه . . لقد ضقت ذرعاً حتى الروايات القديمة الهالكة أخرجناها من قبورها ونفخنا فيها الروح . . ولكن لا فائدة . . وكأنما هؤلاء القوم يملكون قلوب الناس . 
الثالث : لا يكفي أن تجري بل لابد أن تصل . 
الثاني : وماذا تقصد يا حكيم الزمان ؟ 
الثالث : لابد أن نصرح بأهدافنا . . أن نحققها بأيدينا . . أن نبدأ المواجهة . . لقد ملكنا كل شيء ؛ الاعلام . . المناصب ماذا ينقصنا ؟
الأول : وهل تعتقد أننا في انتظار الضوء الأخضر منك أيها الأبلة ؛ لقد كتبنا وصرحنا واستأجرنا الغواني للخروج في مظاهرات تطالب بالخروج والمساواة مع الرجل .
الثاني : ومتى فعلتم ذلك ؟ 
الأول : اليوم . 
الثالث : فما المشكلة إذن ؟
الأول : لقد انقلب السحر على الساحر وطالب الناس برؤوسنا عشرات الاتصالات تستنكر فعلنا , خسائر متلاحقة في توزيع صحيفتنا ..... وكل ما أخشاه ........
الثاني : نعم ! 
الأول : كل ما أخشاه 
الجميع : نعم . . نعم 
الأول : أن يصل غضب الناس إلينا . 
( هدير صاخب وصيحات غاضبة تملأ المسرح ) 
الثالث ( في ذعر ) : ماهذا ؟ ما الذي يحدث هنا ؟
الأول : لقد وقع المحذور !! 
الثالث ( للثاني ) : اذهب واستطلع الأمر . 
الثاني : هه . . لا . لا . . اذهب أنت . 
الثالث : أنت نائب التحرير . 
الثاني : وأنت حكيمنا والمنظر لنا . 
الأول : آووه . . جبناء . . سأذهب أنا . ( يخرج ) 
( يحتضن الثالث الثاني في خوف , أصوات متداخلة , تحطيم , تكسير زجاج , صرخة مدوية , يدخل الأول والدماء تغطي وجه ) 
الثالث : ما هذا ؟ ما الذي حل بك ؟ 
الأول ( يمسح الدماء عنه ) : الناس . . لقد حشد المتطرفون الناس ضدنا , الجماهير الغاضبة تزحف على الصحيفة من كل مكان . 
الثالث : الأمن لابد من تدخل الأمن لحمايتنا . 
الثاني : سأتصل به فوراً . ( يمسك بالهاتف ) 
الأول ( يشير عليه بالتوقف ) : رئيس التحرير في الطريق الينا مع مكافحة قوات الشغب . . لقد هاتفني الآن .
( يدخل رئيس التحرير فيتحلق حوله الجميع ) 
الجميع : سيدي . . . 
رئيس التحرير : لابأس أيها الرفاق لقد علمت بكل شيء .
الجميع : والعمل ياسيدي . 
رئيس التحرير : سنحني رؤوسنا للعاصفة حتى تمر بسلام ثم نعاود الظهور من جديد
( يصفق له الجميع تصفيقاً حاداً يملأ المكان ) 
ستــــــــــــارة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق