الثلاثاء، 21 فبراير 2012

لن أذهب إلى المدرسة - قصة قصيرة للأطفال


قلت لأبي يوماً : ( سأترك المدرسة .. لن أذهب إليها بعد اليوم ) .
والحقيقة أنة لم يكن هناك سبب لتركي المدرسة سوى أنني فضلت الكسل والراحة.
العجيب أن أبي لم يغضب , ولم يعاقبني! بل أخذ يبين لي أنني على خطأ , لكنني قلت له :
أنا لا أحب المدرسة , ولا أحب الواجبات , ولا أحب الرياضيات .. ولن أعود إلى المدرسة أبداً ..
أبداً ..
مرت الأيام وأنا غائب  عن المدرسة .. أنام في ساعة متأخرة .. وألعب كثيراً مع أولاد الجيران .
وفي أحد الأيام قال لي أبي عند عودته من العمل :
- أحمد.. لقد أحضرت لك مفاجأة .
- ماهي يا أبي ؟
- لقد اشتريت لك بغلاً صغيراً وجميلاً .. إنه في الإسطبل الآن .. أحضرته لك حتى تتنزه عليه في الغابة .
فرحت بالهدية كثيراً .. وشكرت أبي أكثر ؛ فقد كان البغل صغيراً وجميلاً حقاً .. وأصبحت أهتم به كثيراً .. فأطعمة وأسقيه .. وأحياناً أغسله .
وذات يوم وعدت أصدقائي بنزهة في الغابة على ظهر بغلي الصغير .. وحين حضروا لرؤيته كانت المفاجأة أن البغل لم يتحرك .. فضحك أصدقائي مني .. فغضبت وأخذت أضرب البغل بقوة .. لكن أبي زجرني .. فقلت له : إنه لا يعمل يا أبي .. قال وهو يبتسم :
- دعه الآن .. واصبر فربما يعمل ويتحرك غداً .. عليك فقط أن تطعمه .. أخذت أطعم البغل وأسقيه وأعتني به .. ومع ذلك فهو على حالته .. لا يتحرك .. ولا يعمل .. صبرت أياماً حتى نفذ صبري .. فأخذت أنهال عليه بالضرب المبرح .. وأصرخ فيه بقوة :
- أيها الكسلان .. أيها البغل الكسول .. خذ .. خذ ..
أسرح أبي نحوي .. وزجرني .. وصرخ في وجهي قائلاً :
- توقف .. لماذا تضربه هكذا ؟
- إنه يستحق الضرب .. إنه كسلان لا يعمل .
- وما العيب في ذلك .. إنه هذا البغل مثل كثير من الناس الذين لا يعملون ولا يحبون العمل .. ومع ذلك فإننا نعذره لأنه بغل .. ولا عقل له حتى يعرف قيمة العمل .. بينما نحن لا نعذر الإنسان الذي ميزه الله بالعقل ؛ فأنت الآن لا تعمل ؛ ولا تذهب إلى مدرستك ؛ ومع هذا لم أضربك !
لم أنطق بكلمة .. بل ذرفت الدموع ؛ وأقبلت على حضن أبي ؛ فمسح على رأسي وقال :
- هل ستعود يا ولدي إلى المدرسة حتى لا تكون مثل الـ .. ؟!
- نعم سأعود .. سأعود .
وهكذا عدت إلى مدرستي .. وإلى مذاكرة دروسي بجد واجتهاد .. وقد أخبرني أبي فيما بعد أن البغل الذي اشتراه لي كان مريضاً ولا يستطيع الحركة !


بقلم / محمد علي البدوي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق