الثلاثاء، 21 فبراير 2012

خروف البحر الحزين - قصة قصيرة للأطفال


( قيمة كل امرئ ما يحسن )
- هل سمعت بخروف البحر ؟
- وهل تصدق إذا أخبرك أحد بذلك ؟
حسناً .. في داخل البحر الأحمر يعيش حيوان ضخم جداً يدعى بخروف البحر بشبه الفقمة ( عجل البحر ) وينتهي جسمه العضلي بذيل قوي مسطح وله شفة عليا بالغة القوة والضخامة كان خروف البحر حزيناً جداً ولكنه لن يعد كذلك بعد اليوم !! حسناً سأخبركم بالقصة من أولها :
   في قرية الأسماك الصغير حيث تتوزع الأعشاش الجميلة المتقاربة ، تتخللها الشعب المرجانية والتي أشبه ما تكون بالحدائق العامة ، كان الجميع يعيش في سعادة وهناءة ويتنقلون في جماعات متعددة وغالباً ما يلتقون في الاحتفالات والمناسبات العامة في القرية ..
   وعلى تلة مشرفة على القرية - داخل البحر - كان يعيش خروف البحر وحيداً وحزيناً جداً فقد نأ بنفسه بعيداً عن الجميع الذين كانوا يسخرون منه ويرتعدون فرقاً عند رؤيته بل وينادونه : الحيوان القبيح ، إنه مازال يذكر جيداً عندما أشرف عليهم ذات يوم وهم يضحكون في فرح ويحتفلون في سعادة وعندما شاهدوه أخذوا يوبخونه ويسخرون منه حتى قفل راجعاً كئيباً إلى بيته .. ، كان الحزن يحتل وجهه والدموع تملأ عينيه وهو يقرر السفر بعيداً عن القرية :
- عزيز عليّ أن أفارقك أيها الوطن ولكنهم لا يحبونني ويسخرون مني .. ماذا أصنع ؟!
   وبينما كان في طريقه إلى مغادرة القرية إذا به يسمع صرخات استغاثة تأتيه من قريب فذهب مسرعاً إلى مصدر الصوت ليجد المفجأة في انتظاره إنها مجموعة من أسماك القرية وقد علقت في شباك الصيد وعندما شاهدته صرخت به مستغيثة :
- أنقذنا .. أنقذنا أيها الخروف .. نحن أبناء قريتك .. أرجوك أنقذنا .
- ولكنني لا أصلح لشيء أنا حيوان قبيح .. عديم الفائدة .                   
    نظرت الأسماك إلى بعضها البعض في خجل واكتشفت بشاعة ما كانت تصنع في حقه أما خروف البحر فقد قابل الإساءة بالإحسان وأقبل يلتهم الشباك بشفته الضخمة ويمزقها بذيله القوي حتى استطاع إنقاذ الأسماك التي اعتذرت إليه وأعادته إلى القرية وسط احتفالية رائعة ومناسبة عظيمة تكريماً له .. وهكذا اكتشفت القرية أن قيمة المخلوق في عمله وليس في شكله .  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق