الثلاثاء، 21 فبراير 2012

عندما تغني الأشجار - قصة قصيرة للأطفال


هل سمعت بشجرة تغني ؟ وهل تصدق إذا أخبرك أحد بذلك ؟ ولكن ذلك حدث معي فعلاً! بيتنا الواسع الكبير كان أشبه ما يكون بأرض صحرواية قاحلة لا حياة فيها ، كانت الرمال تزحف على بيتنا في صمت ، والهواء اللافح يضربنا من كل مكان ، كنت دائماً أقول لأبي واخوتي : دعونا نزرع الأشجار حول بيتنا ، دعونا نصنع حديقة جميلة تنتشر فيها الأزهار الملونة وتحط عليها الفراشات الرائعة ، ولكنهم كانوا يسخرون مني ويقولون وكيف تتحول الصحراء الصفراء إلى جنة خضراء ؟
كنت قد قرأت في كتاب (( القراءة )) عن أهمية الأشجار وفوائدها ، فهي تمدنا بالأكسجين وتساعد على تلطيف الهواء ، وتمنع زحف الرمال ولأني قرأت ذلك عن الشجرة فقد حلمت في نومي بحديقة صغيرة في منزلنا سرعان ما تحولت إلى حديقة كبيرة أخذت تكبر وتكبر حتى غطت الخضرة بيتنا الواسع ، وفجأة استيقظت من نومي ولم أجد شيئاً حولي ولكنني سألت نفسي لماذا لا أجعل من الحلم حقيقة ؟
في صباح اليوم التالي – وكانت إجازة مدرسية – بدأت في تنظيف الأرض وعمل الإصلاحات اللازمة ، شققت أخاديد صغيرة أجريت فيها الماء من الحوض المجاور للمنزل ، وحفرت حفراً صغيراً أودعت فيها البذور الصغيرة ، وقمت بزراعة أعشاب وحشائش صغيرة حول الحديقة الصغيرة وجعلت أتعهدها بالعناية والرعاية .. وأخذت انتظر .
وتمر الأيام سريعة ، وتكبر الأشجار ، وتمتد سامقة في السماء وتضرب بأغصانها في الأرض وتلقي بظلها الوارف على منزلنا ، لقد كان منظرها جميلاً حقاً .
والعجيب أنه إذا جاءت الرياح واصطدمت بالأشجار فإنها تصدر حفيفاً جميلاً أشبه بغناء رائع يضفي مع تغريد العصافير جمالاً وروعة ، شدني المنظر جداً فانطلقت إلى أخواني اسمعهم صوت الأشجار التي اجتمعت عليها العصافير وبدأت في الغناء الجماعي ، شدّنا المنظر وقررنا أن نبدأ في اليوم التالي في عمل حديقة كبيرة لمنزلنا الواسع .


بقلم / محمد علي البدوي
  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق