الثلاثاء، 21 فبراير 2012

حديث القرية - قصة قصيرة


لم يصدق صبحي حماليق عينيه وهي تزحف على ظهر الصحيفة لتقتنص الخبر التالي " يعتزم الدكتور بكري قضاء إجازته السنوية في ربوع قريته الساحلية " طار فرحاً فاصطدم رأسه بسقف السيارة قبل من بجانبه ضمه إلى صدره ثم أرسله في تقزز ربما بفعل الرائحة التي بدأت تنبعث من صاحبه ، تمتم في فرح ظاهر :
- خبر بمليون ريال
في القرية كان يهذي كالمجنون ، يطرق الأبواب ، ويعلو مئذنة المسجد ويقف في المقهى ويعلق الخبر في كل مكان ، عاد إلى بيته منهكا احتضن اغنامه ، وأطعم دجاجه ثم دخل غرفته الضيقه وتدثر بالصحيفة وغط في نوم عميق .
تدافع الجميع إلى منزل صبحي ليتأكدوا من الخبر ، صبحي هو القارئ الوحيد في القرية ، اكتظ المنزل بهم لم يبالوا برائحة الأغنام التي أخذت تغطي المكان ، الرائحة المقززة عادت تنبعث من جديد في غرفة صبحي وأمطرت الأسئلة :
- هل سيزورنا الدكتور أخيراً ؟
- هل سيأتينا بالملابس الجديدة ؟
- هل سيأتي لأخي بالدواء من المدينة ؟
- هل سيأتينا بالكهرباء ؟
انتظرت القرية كثيراً ولكن الدكتور لم يأت .. كبر الأطفال وكبرت الأسئلة وظلت زيارة الدكتور  (( حديث القرية )) .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق