الساعات هنا كثيرة ، وأنا أبحث عن ساعتي ولم أجدها ، لقد هربت مني ، وقالت : لن أعود إليك مرة أخرى .
لقد عرفت قيمة الساعة الآن فالساعة نعرف بها الأوقات ، وبها نستطيع أن نضبط المواعيد ، ولكن أين ساعتي ؟ أين هي الآن ؟
أمسكت بإحدى الساعات وقلت لها : هل أنت ساعتي ؟ قالت : لا .. لا .. لا يمكن أن أكون ساعتك وأنت لا تحافظ على أوقاتك ، أنا ساعة المؤذن ، يعرف بي أوقات الصلاة لذلك فهو لا يتخلف عن الصلاة ، دعني ، دعني فقد حان وقت الصلاة ، ما زلت أبحث عن ساعتي وسط هذا الركام من الساعات التي تعمل دون توقف ، ورنين ساعة الجرس يزعجني ، أمسكت بساعة أخرى وقلت لها :
- هل أنت ساعتي ؟
- لا يمكن أن أكون ساعتك وأنت لا تحافظ على وقتك ، فتضيعه في غير فائدة ، أنا ساعة المدرس فهو يضبطني على مواعيد الحصص الدراسية ولا يتخلف عن موعده لأنه ينشر العلم بين طلابه .. دعني .. دعني فقد حان موعد الدرس .
وأخذت أبحث عن ساعتي والغريب أن الساعات بدأت تعود إلى أصحابها وأخذ عددها ينقص تدريجاً ، أمسكت بإحدى الساعات وقلت لها :
- هل أنت ساعتي ؟
- دعني فأنا ساعة الطبيب فهو يضبطني على موعد عمله ولا يتخلف أبداً عن موعده لأنهه يعالج الناس ويقدم لهم المساعدة ، وهم يحبونه كثيراً وقد حان موعد عمله .
السعات غادرت المكان وعادت إلى أصحابها ولم أعد أرى هناك ساعة سوى ساعة واحدة ظلت قابعة في الزاوية – حزينة أنها ساعتي لقد عرفتها عندما تقدمت لكي آخذها قالت لي :
- هل رأيت كل الساعات عادت إلى أصحابها لأنهم يحافظون عليها ويحفظون أوقاتهم أما أنت فدائماً ما تضيع أوقاتك في غير فائدة ، إنك لا تضبط موعد الصلاة ولا موعد الطعام ولا موعد زيارة أصدقائك ، تنام متأخراً فتتأخر عن موعد المدرسة ، لقد أتعبتني .
ولكني وعدتها بأن أحافظ على مواعيدي وأن أنظم أوقاتي فعادت معي ، وفجأة قمت من نومي فزعاً على رنين ساعة المنبه ، لقد كان حلماً جميلاً ولكنه مفيد ....... أليس كذلك ؟
بقلم / محمد علي البدوي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق