الثلاثاء، 21 فبراير 2012

البوم صديق الفلاح - قصة قصية للأطفال


       وضّاح فلاّح نشيط ، يستيقظ مبكراً ، مع نسمات الصباح الأولى ، يصطحب أدواته ، ويؤم بستانه القريب في سعادة ، وفي الحقل يعتني وضاح بسنابل القمح الذهبية التي تنام في حضن أوراقها الخضراء ، ويشذّب اشجار الليمون الجميلة المتوزعة على أطراف الحقل .
     في هذا اليوم شاهد وضاح حركة غريبة في جذع الشجرة الكبيرة التي تتوسط البستان ! اقترب من الجذع بحذر تأمل كثيراً في داخله ، فرأى حفرة عميقة مظلمة ، ومن وسط الحفرة كانت تبرز عينان كبيرتان ، وبعد أن اكتشف الأمر ، قال في نفسه :
- لقد عرفتها إنها بوم ، ويبدو أنها تسكن هنا منذ مدة ، و لكن ترى ما هو السر وراء هذه البومة ؟!
        " .. البوم يا أصدقائي الأطفال : طائر جارح ، يعيش منعزلاً ، ويبحث عن غذائه        بالليل ، لذا يسمونه صائد الظلام ، وجهها مستدير ، ورأسها كبير ، لها طوق من الريش يحيط بعينيها ، ويغطي فتحتي أذنيها الكبيرتين جداً ، عيونها كبيرة تتجه إلى الأمام على عكس معظم أنواع الطيور الأخرى ، وجسمها سميك قصير ، منقارها قوي معقوق والأرجل قوية ، ذات مخالب حادة.. "
       تشاءم وضاح كثيراً من وجود البوم في حقله ، فقرر التخلص منها ، عمد إلى سلاحه   الناري ، صوبه تجاه الحفرة ، ثم اطلق منه النار بكثافة ، فسقطت العينان الكبيرتان على الفور .
       وفي اليوم التالي ، استيقظ وضاح كعادته ، واتجه إلى حقله مسرعاً ، ولكن مفاجأة كانت في انتظاره ، لقد شاهد سنابل القمح وهي تحتضر ، بل قد مات اكثرها بسبب عبث الجرذان ، والطيور الصغيرة فيها ، ووسط عناقيد العنب كانت الفئران واليرابيع قد أتت على معظمه ، وتحول بستانه الجميل إلى حفر صغيرة مشوهة .
ندم وضاح كثيراً على قتله البوم ، وعرف أن التشاؤم ليس من الإسلام فيه شيء ، وقال في نفسه :
- آه .. لقد عرفت أخيراً السر وراء هذه البومة ، لقد كانت تقتل الحيوانات الصغيرة التي تعبث بالحقل ، ياللخسارة .
- وهكذا يا أصدقائي الأطفال ، اكتشف وضاح أخيراً أن البوم صديق الفلاح .

بقلم / محمد علي البدوي
   

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق