الثلاثاء، 21 فبراير 2012

السمكة تبحث عن صديق - قصة قصيرة للأطفال


( الجنة بلا أُناس لا تداس ولكن ... )
     أخذ النهر طريقه إلى الوادي ليسقي الأشجار والزروع والناس وكان يحدث نفسه في سعادة غامرة :
- يالله .. ما أجمل أن نساعد الآخرين .
    انطلق النهر متدفقاً غزيراً ، يوغل في السهول والوديان فاعترضته السمكة الصغيرة والتي كانت تبحث منذ الصباح الباكر عن أصدقاء للعب :
- إلى أين أيها النهر الصافي ؟ 
فأجاب النهر بصوت هادر كالعاصفة :
- إلى العمل .. الجميع في انتظاري هناك .
- لماذا لا تتوقف .. لنلعب ساعة فقط .
- لا وقت للعب .. يمكنك اللعب في وقت الفراغ .
    قال ذلك ثم رحل وله خرير جميل يتبعه بينما عادت السمكة وحيدة إلى البحر فشاهدت بعض قطرات الماء تركض في صفوف متراصة وتقفز فوق ظهر الأمواج فاستوقفتها قائلة :
- هلاّ .. توقفت قليلاً لنعلب معاً أيتها القطرات .
فأجابت القطرات وهي تبتعد عنها :
- ليس الآن .. فنحن نعمل مع الأمواج في دفع السفن والسفر بها نحو المدينة .
      لم تجد السمكة بداً من العودة عابسة إلى منزلها وهناك شاهدت أمها وهي تعمل في المنزل تعد الطعام للأسرة بينما انهمك شقيقها في مذاكرة دروسه وحلِّ واجباته حتى جدتها السمكة العجوز كانت تعمل في غزل الثياب وحياكتها فأتت إليها منكسرة ذليلة وأخبرتها القصة .
    كشفت السمكة العجوز عن ابتسامة صافية مشرقة وأخذت تضرب بذيلها في الماء في رضى ثم أردفت قائلة :
- أحسنت يا صغيرتي في البحث عن أصدقاء فالصديق يؤانسك ويسليك وقديماً قالوا : الجنة بلا أناس لا تداس ولكن أصدقائك مشغولون في أعمالهن ولا يصح أن نشغلهم عن واجباتهم وغداً يوم إجازة وسيكون الجميع حولك ومعك .
    اعتذرت السمكة الصغيرة إلى جدتها في أدب ثم طلبت منها مساعدتها في عملها فأجابت العجوز على الفور :
- لا .. ولكن اذهبي وساعدي أمك في إعداد الطعام .        

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق