الثلاثاء، 21 فبراير 2012

حــــكايـــة بــــحــرية - قصة قصيرة للأطفال


( الأمانة تقود إلى الصيانة )
        كان يا ما كان في سالف العصر والأوان وفي أعماق البحر الأحمر الألوان ، كانت هناك قرية أسماك صغيرة تسمى ميسان يحكمها سمك حكيم يدعى السلطان وذات يوم قرر السلطان أن يختار أميناً للقرية يعهد إليه بحفظ الأموال والذهب  والطعام حتى يتم توزيعها على جميع السكان فأعلن ذلك للجميع وتقدمت الأسماك يحدوها الأمل في الفوز بهذا المنصب الرفيع لاسيما وأن السلطان الحكيم قد أعلن أيضاً عن مفاجأة سارة جداً تنتظر السمكة الفائزة ..
     احتار السلطان كثيراً عندما شاهد الأعداد الهائلة من الأسماك التي تقدمت إلى المسابقة ولكنه اهتدى أخيراً إلى حيلة ذكية وماكرة جداً .. حيث كان على الأسماك أن تتسلم رسالة مختومة بختم الملك وأن تجتاز بعض الأنفاق الموصلة إلى بلاط السلطان كل ذلك في وقت محدد وقصير وعندما انطلقت الأسماك مسرعة بالرسالة كان السلطان وسط حاشيته وأعوانه ينتظر الجميع وقد أعد كل شيء وما إن توافدت الأسماك حتى طلب منهم السلطان طلباً غريباً جداً ؛ لقد أمر الأسماك العازفة أن تعزف بزعانفها ألحاناً راقصة جميلة وأمر جميع الأسماك المتسابقة أن ترقص رقصة السمك الشهيرة ، أخذت الدهشة جميع الأسماك ولم تستطع الرقص والأسماك التي رقصت سرعان ما توقفت وسقطت متعبة جداً بينما ضل السمك الأحمر يرقص في رشاقة حتى أذن له السلطان بالتوقف .
     ران على الجميع صمت مطبق وتساءلت الأسماك فيما بينها بينما انفجر السلطان ضاحكاً  وأخذ يقول :
- لقد وقعتم جميعاً في المصيدة ما عدا السمك الأحمر الذي نجح في الامتحان لقد فتحتم الرسالة التي أعطيت لكم ونقضتم العهد الذي أخذته عليكم بعدم فتحها بدليل أنكم جميعاً دخلتم من البوابة الخلفية ولم تدخلوا من البوابة الرئيسية وكان في الرسالة تحذير شديد من الدخول من البوابة الرئيسية ولم تستطيعوا الرقص لأنكم أثقلتم أنفسكم بالمجوهرات التي سرقتموها من الأنفاق في طريقكم بعد أن نثرناها أمامكم ما عدا السمك الأحمر الذي كان أمينا جداً فلم يأخذ شيء ولم يفتح الرسالة ودخل من البوابة الرئيسية لقد كنت أراقبكم طوال الطريق فكيف تريدون أمانة القرية وأنتم لم تصونوا أماناتكم التي أعطيت لكم إن الأمانة وحدها هي التي تقودنا إلى الصيانة والمحافظة على أموال الغير وممتلكات القرية .
استأذن أحدهم في الحديث وقال :
- وما هي المفاجأة التي وعدت بها يا مولاي ؟
فرد عليه السلطان ضاحكاً بعد أن أخذ بيد ابنته :
- سأزوجه ابنتي الأميرة الصغيرة جزاء أمانته .
وهكذا قادت الأمانة السمك الأحمر إلى هذه النهاية السعيدة وعاشت القرية في سعادة وهناة .              

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق