الثلاثاء، 21 فبراير 2012

عندما ترحل الطيور - قصة قصيرة للأطفال


كان يوماً عبوساً عندما أجتمع أهل القرية للتباحث في أمر هام :
- لقد أفسدت علينا مزروعاتنا !
- لقد أتلفت المحاصيل هذا العام !
- أنتقموا منها ، طاردوها في كل مكان !
إمتلئت مشاعر الناس بالغضب واحتدمت بالإنتقام من الطيور ولم يكن يسمعني أحد وأنا أنصحهم لترك الطيور وأبين لهم فوائدها بالنسبة لنا ولكن لا حياة لمن تنادي ..
وكانت الشمس تتضيف للغروب عندما عاد الجميع إلى بيوتهم وقد أجمعوا أمرهم على الإنتقام ، وفي البيت كانت الأفكار تتصارع في داخلي لم أنم تلك الليلة كنت سارح البال أفكر في أمر هذه الطيور المسكينة .. أنا أحب الطيور جداً فهي مخلوقات جميلة ولطيفة تعشق الحرية وتملأ العالم أصواتاً عذبة وجميلة وما ذنبها إذا أهمل الناس مزروعاتهم وتركوها مكشوفة لهم ؟
بدأ القلق يتسرب إلى نفسي وشعرت بالخوف وأنا أسمع تلك الأصوات المزعجة ولعلعات الرصاص المجنونة تملأ السماء وتشق صمت الليل ..
- يا ويلي هل بدأت الحرب على الطيور ؟!
قلت ذلك في نفسي وأنا آخذ طريقي إلى الحقول القريبة حيث مصدر الصوت وعندما وصلت إلى هناك كان المشهد مروعاً حقاً !! .. العشرات من الطيور قتلى والبعض الآخر في قبضة المزارعين الأشرار وبعضها رحل طلباً للنجاة ..
بعد أسبوع من تلك الحادثة ومع خيوط الفجر الأولى ونسمات الصباح المشرق كان الرجال في طريقهم إلى حقولهم ومزارعهم وهناك كانت المفاجآة تنتظرهم :
لقد فسدت الحقول وانتشرت اليرقات الصغيرة التي أخذت تفتك بالحشائش والمزروعات وتسد منافذ التهوية للأرض الكثير من الحشرات الضارة كانت تعبث بالحقل .. لقد أعماهم الإنتقام وعرفوا أخيراً أن الطيور كانت تساعدهم .. ولكن بعد فوات الأوان !!


بقلم / محمد علي البدوي


  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق