الثلاثاء، 21 فبراير 2012

غرور سمكة !! - قصة قصيرة للأطفال


( الاهتمام الزائد بالمظاهر قد يؤدي إلى الخسائر )            
    حدث هذا في داخل البحر الأحمر وفي قرية الأسماك الجميلة حيث الشعب المرجانية الزاهية وأعشاش الأسماك الصغيرة المتقاربة والكائنات البحرية المختلفة ، كانت تعيش هناك سمكة سلمون بيضاء جميلة ذات عيناوان حسناوتان تلمعان كحبات الخرز وجسم ناعم رقيق كالزجاج المصقول ، كانت السمكة مغرورة جداً بجمالها الفتّان تمضي الساعات الطوال في تزيين نفسها ودائماً ما كانت تصتحب معها مرآة صغيرة في حقيبتها لتعاود النظر إلى وجهها وتتعهده بين الفينة والأخرى ولم تكن تصغي جيداً لنصائح جدتها العجوز :
- الجمال الحقيقي يا ابنتي هو جمال الأخلاق والاهتمام الزائد بالمظاهر قد يؤدي إلى الخسائر .
    لكن السمكة كانت تمضي موغلة في الاهتمام بجسدها لاسيما وقد كان يطربها ثناء الأسماك عليها واهتمامهم بها وحديث القرية عنها وذات مساء وبينما كانت القرية تحتفل بموسم التفريخ وخروج الصغار إلى الدنيا قررت السمكة أن تظهر رائعة الحفل وسيدة الجميلات فلبست أجمل ما لديها وتأخرت عن موعد الحضور حتى توافدت جميع الأسماك ثم أشرفت عليهم فكأنها القمر في حسنها وأخذ الجميع ينظرون إليها مشدوهين مفتونين بها فتمكن منها الإعجاب والغرور وحدثت نفسها قائلة :
- لقد تفوقت على أهل البحر في الجمال فلماذا لا أطفوا على السطح فقد أتفوق على أهل اليابسة أيضاً ؟
    أخذت السمكة تمتطي ظهر الأمواج وتقفز نشوانة معجبة بنفسها وفجأة امتد ظل كبير على سطح البحر لقد كان طائر صائد الأسماك الذي اختطفها إلى الأبد بعد أن أغرته بجمالها وتعرضت له بجسدها فأضحت وجبة جاهزة له .. وهكذا دفعت السمكة حياتها ثمناً لغرورها وتكبرها .         

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق