الثلاثاء، 21 فبراير 2012

يوم مبارك - قصة قصيرة


بعد صلاة العصر مباشرة المسجد يموج بجموع غفيرة من المصلين والجنازة تشق طريقها في مشهد حزين ومؤثر تقدم الإمام وكبر للصلاة على الميت .. وبعد الصلاة تسابق الجميع للمشاركة في مراسم التشييع .
مشهد الجنازة وهي تحمل على الأعناق ، ثم تودع قبرها في خشوع ، وينهال عليها التراب من كل مكان ، كانت هذه المشاهد ما تزال عالقة برأس حازم وهو يغذ السير نحو بيته القريب .
في الطريق إلى المنزل لمح حازم طفلاً صغيراً عند باب المسجد يستجدي الناس كان وجهه شاحباً ، وعيناه غائرتان ، ثيابه الرثة توحي بأنه مسكين ومعدم وبحاجة إلى العطف والمساعدة ..
تقدم إليه حازم وأودع في يده ريالات ثم قفل راجعاً إلى منزله في سعادة وسرور .
عند عتبة باب داره توقف حازم قليلاً لقد تذكر شيئاً مهماً .. ترى ما هو ؟
- صديقي أحمد .. لم يأتي إلى المدرسة هذا اليوم .. إنه مريض ولابد من زيارته حالاً .. حازم يعلم أن زيارة المريض واجبة وأن ملائكة الرحمن تستغفر لمن زار مريضاً في الله .. لم يطل حازم المكوث عند أحمد دعى له بالشفاء العاجل واستأذن في أدب ثم ودعه في حرارة .
كانت الشمس تتضيف للغروب والشفق الأحمر يحتشد في أفق السماء وحازم حول مائدة الإفطار في انتظار أذان المغرب فاليوم الخميس وحازم يواظب على صيام الإثنين والخميس قال حازم في سعادة ..
- لقد كان هذا اليوم مبارك يا أبي .. حضرت جنازة وزرت صديقي المريض وتصدقت على فقير وصمت اليوم .. الحمد لله .
ابتسم الوالد ثم ربت على كتفه في حنان وقال :
- مبارك عليك هذا اليوم يا ولدي فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه يوماً : ( من حضر منكم اليوم جنازة قال أبو بكر أنا قال رسول الله من تصدق اليوم منكم بصدقة قال أبو بكر أنا قال من زار منكم اليوم مريضاً قال أبو بكر أنا قال من أصبح من اليوم صائماً قال أبو بكر أنا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما اجتمعت هذه الخصال في مسلم في يوم إلا دخل الجنة ) .


بقلم / محمد علي البدوي              

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق